الاغتراب الاجتماعي والنفسي وعلاقته بمستوى الطموح لدى طلاب الجامعة دراسة أنثروبولوجية
إن من الأمور الطبيعية بل و البديهية أن بعد أن يكمل الطالب مرحلة الدراسة الابتدائية تأتي مرحلة الدراسة المتوسطة وبعد إنهائها تأتي مرحلة الدراسة الإعدادية و هي أخر مرحلة دراسية قبل أن يتحول الطالب من وزارة إلى وزارة أخرى من بيئة إلى بيئة جديدة مختلفة عما كان يعيش في البيئة السابقة هنا يبدأ الطالب يقلق و يفكر كيف سوف يتأقلم مع طلاب من غير أماكن من غير بيئات، أفكار وآراء مختلفة، حتى أن يأتي في خاطره أن يترك الدراسة وخصوصاًً بعد أن يكبرون و يصعبون تأقلمه مع تلك البيئة، وخصوصاً أن إقامته هناك تستغرق 4 سنوات في الكليات الإنسانية أما العلمية تستغرق 5 سنوات بل و 6 سنوات لكن كل هذا من أجل هدف نبيل و سامي وهو العلم فليس العلم بالشيء القليل، هنا لابد من وجود دراسة سوسيولوجية أو أنثروبولوجية و على مناهج مختلفة سواء تاريخي أو تجريبي أو اثنوغرافي حتى نصل بالتالي إلى نتائج مهمة في هذا الجانب وإيضاح بعض النقاط التي تكون ربما مغلوطة و غير مفهومة أدت بالتالي إلى حدوث خوف و قلق نفسي واجتماعي، لذلك سوف أعمل جاهداً على دراسة كاملة و شاملة لتلك الظاهرة التي بدأت تتفشى نوعاً ما في أغلب الجامعات و سوف تكون جامعة تكريت هي حقل دراسة و حقل ميدانية نصب فيه التساؤلات و بعد جهد طويل نأخذ الاجوبة الشافية و الكافية،، ٠
الاغتراب الاجتماعي بين طلاب الجامعات هو ظاهرة متنامية تستحق الدراسة والاهتمام.
يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة النفسية والأداء الأكاديمي للطلاب.
إليك نظرة مفصلة على هذه الظاهرة:
ولقد كانت مشكلة الاغتراب من أكثر المشاكل وضوحا، حیث كان من مظاهره اغتراب الإنسان عن ذاته وعن مجتمعه، مما أدى أيضا للمزيد من الاضطرابات النفسية لدى الأفراد. ولقد اهتم علماء النفس والاجتماع بهذه الظاهرة وانتشارها وأكدوا على وجودها ومن ذلك إنارة نغمات ”عبد الخالق السید” بأن ظاهرة الاغتراب ظاهرة اجتماعية نفسية اهتم بها الكثير من الفلاسفة المفكرين والأدباء ثم بدأ الاهتمام بها كظاهرة تقنیة تمخضت عن حركة البحث في مجال الشعور بالاغتراب النفسي والاجتماعي إلى وجود عدد من الخصائص الشخصية التي يتسم بها الفرد المغترب. أما ”سميرة حسن أبكر” فتقول: إن انتشار ظاهرة الاغتراب في المجتمع الحدیث تم تأكيدها من طرف علماء الاجتماع، حیث أنهم يسلمون بأن معدل التغير الاجتماعي الذي يحدث في المجتمع يؤدي إلى طریقة في الحیاة، فیها شعور بالاغتراب. (سميرة حسن أبكر، :1989 20).
فهذه الظاهرة (الاغتراب Aliénation)
(أخذت تتزايد بين الأفراد بوجه عام والشباب بالوجه الخاص، هذه الأخیرة الذي يقع عليهم عبء كبير في تطور المجتمع في شتى المیادین، لأنهم الفئة الأكثر تأثرا وتأثيرا في إحداث التغيرات التي تصاحب تلك التطورات، ولما كانت شریحة طلبة الجامعة الأكثر اكتساب القيم والمفاهيم والاتجاهات، في تفاعلهم الحياتي في مراحلهم الثمانية التي مروا بها، والتي قد يتخللها ضغوطات وصراعات یومیة مما يمهد مشاعر الاغتراب بينهم أكثر من غيرهم من فئة الشباب، خاصة
عندما يتعلق الأمر بمعاملة تنشئة غير دائمة ومناخات مجهضة لطموحات وآمال وأهداف الطلبة وهذا یؤثر في بناء تكوین الشخصیة لهؤلاء، خاصة أن الصحة النفسية والتكيف النفسي والاجتماعي الأكاديمي للطالب الجامعي يتجاوز أثرها الطالب ذاته على الأسرة والمجتمع بمؤسساته المتعددة، بل إلى حركية المجتمع بشكل عام.
المبحث الأول :
مشكلة اجتماعية تخص البحث : يجب دراسة الاغتراب دراسة سوسيولوجية و أنثروبولوجية و سيكولوجية أي دراستها من كل الجوانب، و أيضاً دراستها و إخضاعها تحت كل المناهج التاريخية و التجريبية
و الاثنوغرافية أو على الأقل تحت المنهج الذي يستسهل فيها الدراسة و يعطي نتائج مرضية و دقيقة وخصوصاً إذا كانت هذه المشكلة أو الظاهرة بدأت تتفاقم بشكل غير طبيعي
و بدأت تخلف مشاكل كثيرة، وأصبحت شيئاً غير مألوف، وخصوصاًً إذا أصبحت مشكلة أو ظاهرة لابد من دراستها بل دراستها شيء حتمي لابد منها، وخصوصاًً مثل هذه المشكلة التي قد تؤدي إلى الانتحار
لأن الطالب في هذه الحالة لا يعرف ماذا يفعل إذا بدأت لديه مكبوتات نفسية وهو في المرحلة الأولى أي يبلغ عمره حوالي 19 سنة وفي هذا السن هو سن المراهقة اي سن الطيش و ليس في المراحل الأخيرة
مثل المرحلة الرابعة
وهنا يكون عمره تقريباً 22 إلى 23 سنة وهي فترة نضج أكثر وعياً مما سبق و يكون أكثر تريثاً في اتخاذ اي خطوة على العكس مما سبق أو يكون طالب في الدراسات العليا و هنا يكون في عمر من 25 إلى 30 سنة و أكثر،
هنا تقل المشكلة وآثارها، سوف نعمل و نبين من خلال هذه الدراسة أو البحث البسيط كيف نبين أو نحاول التخلص من هذه المشكلة أو الظاهرة،
مجالات الدراسة :
1 المجال المكاني : تحديد المجال المكاني ( جامعة تكريت، كلية الآداب، قسم علم الاجتماع)
2 المجال البشري : ويحدد الأشخاص الموجودين في منطقة الدراسة وهم الطلاب في الجامعات، من خلال معايشة و تفاعل و احتكاك معهم، وإجراء المقابلات معهم، أو إجراء الاستبيان،
3 المجال الزماني : وهي السقف الزمني الذي جرت تحته تنفيذ إجراءات الدراسة و أمتدت معها جوانبها الميداني والنظري من فتره 25/ 2 / 2025 إلى 28 /2 / 2025،
عبد الحكيم رمضان علي الجبوري
باحث في علم الإجتماع