كيف تطرد أفضل موظفيك ؟
الشركات لا تفقد موظفيها الأكفاء، بل تقوم بطردهم بشكل غير مباشر، بأساليب مختلفة، دون أن تحتاج حتى إلى توقيع قرار الاستغناء عنهم. الموظف الكفء لا يستيقظ صباحًا ليقرر الاستقالة.
الاستقالة الحقيقية تبدأ عندما يدرك أنه يُستغل عندما يرى أن مجهوده لا يُقدَّر عندما يفهم أن المهارات وحدها لا تكفي للبقاء في الشركة بل يحتاج إلى لعبة النفاق ،العلاقات، والمجاملات، والمسايرة العمياء لرؤسائه.
كل مرة تطلب منه عملاً إضافيًا دون تعويض، فأنت تدفعه للخروج.
كل مرة يرى فيها موظفًا أقل كفاءة يترقى لأنه يعرف كيف يتملق، فأنت تضع قدمه خارج الباب.
كل مرة يحاول فيها تطوير العمل ويتم تجاهله، فأنت تقول له بوضوح: “لا مكان لك هنا”.
وكل مرة يطالب بحقه وتماطل في الرد، فأنت تخبره بشكل غير مباشر أن عليه البحث عن بيئة أفضل. الأسوأ هو أنك، كمدير أو مسؤول، ستتفاجأ حين يقدم استقالته.
ستسأله: “لماذا؟ ماذا حدث؟ كنا نعتمد عليك!” والجواب سيكون صمتًا باردًا أو كلمات دبلوماسية لا تخبرك بالحقيقة، لأن الحقيقة لم تعد تهمه.
أفضل موظفيك لا يغادرون بسبب عرض أفضل فقط، بل لأنهم فقدوا الأمل في شركتك.
لا يرحلون لأنهم لا يحبون العمل، بل لأنهم سئموا من القتال في بيئة تكافئ الرداءة وتعاقب الاجتهاد. لا ينسحبون لأنهم غير مخلصين، بل لأنهم فهموا أنك لا تستحق إخلاصهم.
تعتقد أنك ستجد بديلًا بسهولة؟ أنت لا تخسر موظفًا فقط، بل تفقد معرفة، خبرة، واتزانًا كان يحافظ على سير العمل دون أن تدرك.
ستضر سمعة الشركة ستصبح شركتك مكانًا معروفًا بطرد الأكفاء. وحينها، لن تحتاج إلى البحث عن سبب لتراجع الأداء… لأنك أنت السبب.