ذبذبات الدماغ وعلاقتها بالتعلم الحقيقي

قبل البدء بالحديث عن ذبذبات الدماغ وعلاقتها بالتعلم الحقيقي والتفوق الدراسي والإبداع

لا بد من التطرق لمفهوم الدماغ ومكوناته باعتباره مصدرا لهذه الذبذبات.

الدماغ البشري هو العضو المركزي للجهاز العصبي البشري، ويشكل مع الحبل الشوكي الجهاز العصبي المركزي ،

ويتكون الدماغ من المخ، والمخيخ والجذع الدماغي، ويتواجد الدماغ داخل الجمجمة .

يقوم الدماغ بالتحكم في معظم أنشطة الجسم، وذلك من خلال معالجة ودمج وتنسيق المعلومات

التي يتلقاها من الأجهزة الحسية، ويتخذ القرارات فيما يتعلق بالتعليمات المرسلة إلى باقي أعضاء الجسم.

 كيف تنشأ الأنشطة الكهربية في الدماغ ؟

تعمل أجزاء الدماغ مع بعضها، بحيث يصبح كل جزء منها مسؤولا عن وظيفة محددة

بدء من معدل ضربات القلب الى الحالة المزاجية، كل هذه الوظائف تثير انشطة كهربائية متعددة بين خلايا المخ،

وبسببها تتكون موجات كهربائية (Brain Waves)

كيف تم اكتشاف موجات الدماغ ؟ 

اكتُشفت موجات الدماغ للمرة الأولى باستعمال أجهزة التخطيط  الكهربية للدماغ (Electroencephalogram).

التي تتضمن تثبيت أقطاب كهربائية على فروة الرأس.

أظهرت  أجهزة التخطيط بشكل واضح وجود مجال كهربائي يقترن مع نشاط الدماغ ،

هذا المجال الكهربائي , يرتفع وينخفض طبقا لطبيعة عمل الدماغ ونشاطه المتواصل ,هذا الارتفاع والانخفاض في المجال.

لاحظ الباحثون نشاطًا في نطاق من الترددات المختلفة ،اطلق عليها ذبذبات الدماغ  أو التردد الموجي للدماغ (Brain waves)

1ذبذبات ألفا (ِAlpha)

سنتناول هذا النوع من الذبذبات بنوع من التفضيلات لها من دور كبير في الإبداع .

ماهي ذبذبات ألفا وكيف يمكن من خلالها تعزيز الإبداع؟

قبل البدء بالحديث عن ذبذبات الفا لابد من التطرق إلى مفهوم الإبداع .

الإبداع هو قدرة عقلية موجودة عند كل البشر وبنسب متفاوتة،

وهو في أبسط أشكاله يمثل القدرة على التفكير خارج الصندوق وإنتاج أفكار لا تكون عادة في متناول تفكير الآخرين.

كيف يمكن  لذبذبات الفا  أن تنمي الإبداع؟

قد أثبتت الدراسات أن تعزيز موجات ألفا في الدماغ ينمي ويطور سلوكيات الإبداع، حيث لوحظ أن الأشخاص

الذين يتميزون بدرجة عالية من الإبداع كان لديهم نشاط واضح من موجات ألفا.

ويشير تاريخ الكثير من العباقرة أمثال آينشتاين الى أنهم كانوا في حالات الإبداع

يسترخون ويتركون عقولهم تتجول، ما يؤدي إلى دخولها في حالة ألفا

التي تمكنهم من التفكير في الرموز والمفاهيم بأساليب جديدة غير مألوفة.

ويعتبر الاسترخاء العقلي والجسدي والتأمل والتنفس العميق وإغلاق العينين

من أهم الطرق التي تساعد الدماغ على الوصول إلى حالة ألفا.

2- ذبذبات بيتا(Beta)

هذا المستوى يقترن مع نشاط الدماغ في حالات اليقظه والانتباه , التركيز ,

والتحليل , وأيجاد الحلول ,والنشاط الطبيعى للحواس والجسد ,ىوتتراوح مابين (13- 30 ) هرتز.

3- ذبذبات جاما (Gama)

وهي اعلى مستوى من التردد يصل اليه الدماغ . حيث يتراوح المجال الكهربائي الى 40 هرتز (دورة في الثانية ) ويصل الدماغ الى هذه المستويات في حالات النشاط العقلي الشديد كالغضب.

4- ذبذبات ثيتا (Theta)

يصل الدماغ الى هذا المستوى , في حالات النعاس , والانتقال من حالة اليقظة الى النوم ,أو بالعكس اي في حالة النوم ومابعد الاستيقاظ , وفي بعض حالات الهدوء والاسترخاء العميق والسكون التام, النشاط الطبيعى  اللاوعى ,وتتراوح ما بين

(4-7) هرتز.

5- ذبذبات دلتا (Delta)

يصل الدماغ الى هذا المستوى في حالات النوم العميق , وبعض الحالات الخاصة , كالإغماء , سلوك غير قابل للتذكر وتتراوح ما بين (0,5-3) هرتز.

كيف يتم قياس موجات المخ؟

لا يمكننا رؤية موجات الدماغ، لكن يمكننا قياسها  من خلال تخطيط كهربية الدماغ  (Electroencephalography)‏

أو تخطيط أمواج الدماغ  المسمى ب(EEG)

هو آلية لتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ  يقيس تخطيط كهربية الدماغ

التقلبات في الجهد ويقاس بواسطة عدة أقطاب موضوعة على فروة الرأس، وتركز

الاستعمالات التشخيصية بشكل عام على المحتوى الطيفي لتخطيط كهربية الدماغ.

باستخدام (EEG)، سيقوم فني بوضع سلسلة من الأقراص المعدنية الصغيرة ت

سمى الأقطاب الكهربائية في جميع أنحاء فروة الرأس تنقل الأقراص النشاط الكهربائي

لخلاياك العصبية من خلال الأسلاك إلى جهاز، الذي يسجل ويطبع الأنماط على شاشة أو ورقة.

وظيفة الذبذبات الدماغية وعلاقتها بالعمليات العقلية والإدراك؟

استحوذت الذبذبات الكهربائية التي نُطلق عليها موجات الدماغ على اهتمام العلماء

وعموم الناس لأكثر من قرن من الزمان.

إلا أن وظيفتها وحتى ما إذا كانت لها وظيفة تتجاوز مجرد التعبير عن نشاط الدماغ

على غرار ما يُصدره المحرك من طنين– لا تزال موضعًا للجدل.

يفترض العديد من علماء الأعصاب أنه إذا ما كانت موجات الدماغ تفعل أي شيء،

فإن هذا الشيء يحدث من خلال تَذبذُب هذه الموجات بشكل متزامن في مواضع مختلفة.

هذه الموجات “المتنقلة” هي موجات واسعة الانتشار في قشرة الدماغ البشري

الذي يعد المكان الذي تتركز فيه الوظائف الإدراكية العليا.

فالإنتقال المادي للإشارات العصبية قد يكون له دور في وظيفة الدماغ

أكثر أهميةً مما كان يُعتقد مُسبقًا، فقد تكون هذه الموجات  مهمةً لعملية الإدراك .

هذه الموجات تمثل آليةً دماغيةً على قدر كبير من الأهمية

ولكن جرى إغفالها، وهي آلية تُسهم في وظائف الذاكرة والإدراك وتركيز الانتباه، وحتى في القدرة على الوعي.

وهذا أمر مهم؛ لأن الموجات المتنقلة لها خواص مختلفة تُمكِّنها –على سبيل المثال– من تقديم معلومات عن الحالات السابقة لمواضع أخرى في الدماغ ، فتجعل من هذه الموجات آليةً محتملةً لنقل المعلومات من موضع إلى آخر.

والجدير بالذكر هنا هو أن درجة حدوث هذا التغير في حركة الموجات كانت تختلف تبعًا لمدى سرعة المشاركين في إعطاء الإجابات. يقول چيكوبس: “إن وجود موجات أكثر اتساقًا فيما بينها يعني أن أداء المهمة يتم بشكل أفضل.

ويشير هذا إلى ظهور طريقة جديدة لقياس النشاط الدماغي لأغراض فهم طبيعة الإدراك، وهذا الأمر قد يؤدي إلى صنع واجهات ربط أفضل بين الدماغ والحاسوب”.

(واجهات الربط بين الدماغ والحاسوب هي تجهيزات تربط دماغ الإنسان بآلة تقوم بتنفيذ مهمةٍ ما، كتحريك  أحد الأطراف الصناعية).

اقتراح العلماء

اقترح العلماء العديد من الأدوار المحتملة لموجات الدماغ. وتنص فرضية

تحتل موقع الصدارة بالنسبة لفرضيات أخرى على أن التذبذبات المتزامنة

تعمل على “ربط” المعلومات الموجودة في مواضع مختلفة باعتبار أن هذه المعلومات

تتعلق بـ”الشيء” نفسه، مثل الصفات المختلفة لجسم مرئي (شكله، ولونه، وطبيعة حركته، إلخ).

 وثمة فكرة ترتبط بهذا مفادها أن هذه التذبذبات المتزامنة تُسهِّل نقل المعلومات بين مناطق الدماغ.

كيف يمكن الاستفادة من هذه الذبذبات  في التعليم الحقيقي والتفوق الدراسي والإبداع ؟

من الناحية التربوية، فقد أطلق بعض التربويين على حالة ألفا اسم «وضع الإبداع والتعلم»،

وأكدوا على أن كل مراحل التعليم يجب أن تسودها حالة ألفا.

لذلك، يجب على المعلمين التركيز على الأنشطة الصفية التي تساعد الطلاب على الوصول إلى حالة ألفا لكسب التعلم الحقيقي والتفوق الدراسي والإبداع.


error: المحتوى محمي !