مهنة المعلم من أصعب المهن والتي تتطلب جهداً كبيراً من قبل المعلم كي يصل إلى تحقيق رسالته، وهي في نفس الوقت من أجل المهن وأرقاها. ويكفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما بُعثتُ معلما.” فهل في حياتك طبيبا أو مهندسا أو عالما أو غيرهم لم يتخرج على يد معلم ؟
فاليوم غير الأمس ويختلف عن المستقبل من حيث التحديات التي يواجهها المعلم. سأذكر بعضاً منها على سبيل المثال :
- كفايات في الأمس لا تفي بمتطلبات اليوم ولا ضروريات المستقبل.
- فهم القدرات المختلفة للطلاب، فالطلاب يختلفون في استيعابهم وطرق تحفيز ذاكرتهم ووسائل رفع مستوى تركيزهم وقدرتهم على التعلم واهتماماتهم وقد يجد الطالب الجيد في مادة ما صعوبة في استيعاب مفاهيم مادة أخرى.
- ومن المهام الشاقة التي يدركها المعلم المستنير أنه يتعامل مع جيل متمكن من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة فواجب على كل معلم أن يكون بارعا في التقنيات والبرامج حتى يستفيد منه طلابه وحتى يواكب تغييرات العصر المتسارعة في التقدم التكنولوجي.
- تحدي تطوير مهارات المعلم ومعرفته من وقت لآخر كان أمرا ضروريا بالأمس وله أولوية قصوى اليوم. لذا يجب أن يرتقي المعلمون إلى مستوى هذه التحديات وأن يستمر المعلم في تطوير مهاراته العلمية وصقلها حتى يكون هو نفسه أحد المراجع لطلابه.
- أن يكون المعلم جسراً بين المدرسة وأولياء الأمور والطالب والمجتمع من حوله. فلقد تغيرت نوعيات الأمور من حيث ارتفاع مستواهم الثقافي مما يجعلهم قادرين على محاورة كل معلم، فليكن المعلم على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
- طالب اليوم ليس كالأمس، فطالب اليوم أكثر جدلا وانفتاحا من طالب الأمس. وبعض الطلبة أحيانا يتخطون الحدود وإيقافهم وتعليمهم تلك الحدود في صبر وأناة وابتغاء الأجر من الله في إخراج جيل على قدر من العلم والمعرفة والمهارات المطلوبة لمستقبلهم.
- ومن المشكلات الكبرى التي تحتاج إلى جهد وانتباه كامل لخطورتها هو قلة الوقت المتاح للأنشطة اللاصفية والتي لها أهمية تربوية لا غنى عنها اليوم على الرغم من قلة الوقت المتاح.
- والنقطة السابقة تأخذنا إلى أهمية تمتع المعلم بالمهارات الكافية وكيفية استغلال الوقت المتوفر والمتاح بأقصى درجة من الكفاءة وتقديم الأهم على المهم لأن المعلم لا يستطيع فعل كل شيء بمفرده. وكذلك ممارسة مهارات التفويض لتعليم طلابه وإشراكهم دائما فيم يفكر فيه المعلم ويفعله وعليه أن يكون استباقيا ومستشرفاً لمستقبل التعليم والأساليب الحديثة فيه.
فتحية من القلب لكل معلم ومعلمة في الميدان التربوي يجاهدون من أجل تعليم جيل ينفع أمته ويفيد وطنه.