• صُنَّاعُ الأمل هم بالأصل رَحَّالة
    كثيرًا ما كُنَّا نسمعُ عن الرَّحَّالة الذين حاولوا التَّنقُّل من قارَّةٍ إلى أخرى، باختلاف تأثير الفكر المُمَنهج في ساحات عقولهم، بحيثُ أَفاقَ بعضهم من صدمة البيئة المحيطة بهم مسبقًا، كَوْنَ أنَّ المجتمع الذي ينتسبوا إليه هو مجتمعٌ ذات واقعٍ، وأسلوبٍ، ونمطٍ، وحكمٍ، وقراراتٍ، ودستورٍ مُتناسق، وواحد لا يُشكِّل فارقًا إذا اتَّخذَ أحد الأفراد قرارًا خاصًّا بنفسِه نحو التغيير من بعض الأسلوب النمطيّ المُتَكرِّر كُلَّ يوم بحياة إقليمٍ مُحدَّد يعيشُ فيه نسمةٌ لا بأس بها من الأشخاص.والنَّمطية في أسلوب الحياة الذي يستفردُ به هؤلاء الأشخاص على مدار أعوامهم المحكوم عليها باتِّباع القوانين الصادرة عن الجهة المُشرعة للقوانين المُوثَّقة، ما هي إلا تقييدٌ لحرية هؤلاء الأشخاص بالشخصية التي رسمها الدستور، فالمنع والعطاء لا يكمُنُ فقط في يد المُشرع للنظام، وفق أسس الطبيعة التي شكَّلت هيئة البشر على أنهم أحرار بيد الخالق.

    وبالإضافة إلى المنهج الذي يستقيه الناس، بالتعمق بتفاصيل الأحداث التي تفرضها الجهات الحاكمة في حال أراد معرفة مساوئ الحكم إذا قام بفعل أمرٍ غير مُصَرَّحٌ بعمله!.. وهنا تظهر ملامحُ المُغامرة لصُنَّاع الأمل، أو بمعنى “أصحاب الحرية المُختزلة بالواقع المحدد المفروض”.

    فالرَّحالة، طريق ترحالهم هو الذي أوعز الناس من هم!، باتخاذ مناطقٍ وَعِرة أو صعبة أو قياسًا بالفترات الزمنية التي استنزفوها للتنقل من مكانهم الأصليّ ذات الحكم إلى مكان آخر على نقيد شريعة البلد الأصلي، فمن كان يعلم بالرَّحالة العرب والغرب قبل بزوغ رحلاتهم إلى أماكن أخرى؟، القليل الكثير.. لأنهم كانوا أصحاب علومٍ عن كيفية جمع المعلومات والتعبير عن الطُّرق التي يسلكوها لإظهار ما استنتجوا به من علومٍ إلى شعوبٍ وقبائل أخرى.

    وصُنَّاعُ الأمل، هم بالأصل أشخاصٌ من طبقات المجتمع الذين لديهم طاقاتٌ حركية وتفاعلٌ مع المحيط، مُتأقلمين بالتَّغَيُّر المكاني المُنبعِث من الشغف الداخلي لهم، ساعين لتحويل طاقاتهم الحُرَّة إلى أسلوبٍ أو فكرٍ يُمكن لأُناسٍ غيرهم الاستفادة منها، دون الشعور بأنها أحكام. فنظرة المجتمع الذي انولدوا منه أصبح واثقًا فخورًا بما صنع أشخاصٌ من بلدتهم هذا الأمل وانتشر إلى إقليمٍ أجنبي بعيد المسافة.

    والسُّفراء هم مبعوثون من بلادهم لتسهيل وتيسير بعض المجهودات التي يحتاجها أفراد الجالية المُقيمة في بلد السَّفير المبعوث، وفق القانون الذي يتناسب مع طبيعة البلديْن، بمُوجَبِ التفاهم.
    أمَّا الرَّحالة فهُم يسعون إلى التَّغَيُّر، بأفكارهم وإيمانهم بأنَّ التشريع الواضح لحُكم عائلاتهم، هو ليس ذلك الحلم الذي يسعى الحالمين بتحقيقه نظرًا للاعتقاد بأنهم “صُنَّاعُ أمل”.

error: المحتوى محمي !
اتصل بنا