يوجد لكل فرد شخصية مستقلة عن الآخرين قد تتشابه في اجزاء وتختلف في كثير ايضاً ، و مما يميز الاشخاص عن بعضها البعض ليس الشكل وحده بل التكوين النفسي والسلوكي و متغيرات تبدو عليه واخرى وتؤثر فيه ، و من هنا جاء التنوع البشري وكهذا خلقنا الله وجعلنا شعوبا وقبائل ، وكلما ازداد التواصل والتعارف بين الاشخاص زادت معرفتهم لانفسهم وللآخرين .

غالبا تجد الاشخاص تتجمع في جماعات وفق القواسم المشتركة بينهم وتجد في هذه التجمعات شخصيات قليلة تمثل محور الارتكاز او النقطة المركزية التي يلتف جميع المشتركين والاقرب سويا حوله والباقي يعمل كل حسب دوره في اجزاء متفرقة ومختلفة و اقل درجة ..
هذه الشخصية التي يجتمع الغالبية عليها تتميز عن الباقين من صفات تسمى بالصفات القيادية او الكاريزما وتتطور حسب اجتهاد الشخص القائد او المحوري وحسب نشاطه وثقافته ..
هذه الشخصية قد تكتسب حبا بالفطرة والدعم والتأييد العاطفي من حولها وقد تكون بالاكراه او بالقوة ولكنها تتناقض مع اجتماع الاخرين واجماعهم على شخصية بالاكراه ، لذلك هذه الشخصية تكن محبوبة ومطاعة لانها تتميز بصفات نموذجية ومعطاءه لها بصمة تميزها وفكر نقي .

وهي ايضا موجودة في كل مكان وزمان ، وتتكون المجتمعات على حسب الفكرة او الاساس التي يتوفر فيها ويهوى اليه من يدعم او يؤيد هذه الفكرة او له امرا يتعلق فيها في تكون داعية او عالما او مفكرة وغيرها ..
يغذي المفكر فكره وينثر على الآخرين مما يفيد حياتهم ويبصر لهم الطريق امام اجيالا تتبعه ويسعى جاهدا ان تستمر هذه الميزة وهذا الفكر الخاص لهذه الجماعة ويدعم باتجاه تعميم الفكرة لتصل لباقي التجمعات والاستفادة منها ..

هناك افكار تستمر وتحيا حتى بعد موت صاحبها وهناك من تموت فكرته بين يديه ! وذلك يعتمد على نوعية الفكرة وجودتها في نفع الناس والمجتمع بها مع تقدم الزمن واختلاف البيئة ، وتعتمد ايضا على من يؤمن بها ويحملها ويعمل بها فإذا اخلصوا فيها واهتموا بعموم مصلحتها وفائدتها تستمر واذا احتكرها الطامعين انتهت عنده وسلب خيرها وخان صاحبها الذي تعب وكافح واجتهد لينفع غيره بما انعم الله عليه ..
علوم كثيرة وافكار عديدة استخدمت لصالح الفرد بالطمع وحب الذات توقف امتدادها لنا ولم نعلم عنها شيئا ، كذلك هي الأمانة التي بين ايدينا من علوم وافكار علينا ان ننتفع بها وننفع الآخرين حتى تظل دائمة تعود بالخير على كل من عمل بها وبلغها وعدم التلاعب فيها واي محاولة لتشويه الفكرة بالتأكيد لا تعطي كما كانت وتنحرف عن مسارها وتصبح حالة من العلة وتحول النعم الى نقم !!

error: المحتوى محمي !
اتصل بنا