كيف تحقق أهدافك بالتخطيط الاستراتيجي الشخصي؟
” تركيز قوتك في أهداف محددة هي مفتاح الحل”
بقلم /زاهر بشير العبدو *PTST
* المؤسس والرئيس الفخري لـ منظمة الإدارة العربية
مبتكر: نظرية MBI©، واستراتيجية ©ISS ومنهج © LeaderShip21
ما أهمية التخطيط الاستراتيجي؟
أي جهد فكري لا يولد منفعة هو جهد ضائع، وأي عمل لا يحقق فائدة فهو وقت ضائع، ولذلك فإن أهمية التخطيط الاستراتيجي تتولد من كونه يقدم منهج فكري تطبيقي يحقق زيادة بالعائد على رأس المال ROI =Return Of Investment يتسم هذا العائد بكونه أكثر من المتوسط AAR=Above Average Return بالمقارنة مع المنظمات الأخرى التي لا تنتهج التخطيط الاستراتيجي، والعبرة بالنتائج..
ولهذا فالتخطيط الاستراتيجي ليس بشعار نطلقه على أعمالنا، وليس بمسمى نلبسه لخطتنا، وإنما هو منهج فكري تطبيقي واعي يستثمر موارد المنظمة بكفاءة فعالية أكبر تُشجع وتبني وتولد الكفاءات الفردية لتخلق الكفاءات المحورية للمنظمة كي تتمكن من خلالها التميز عن منافسيها وتقديم منتجاتها / خدماتها بمزايا تفضيلية متجددة تحقق الاستدامة في التميز لتبلغ التفوق وتقود السوق الذي تعمل فيه.
ما الغرض من التخطيط الاستراتيجي؟
التخطيط الاستراتيجي – كغيره من المناهج الفكرية الساعية للتطوير والتميز – يهدف الى زيادة العائد على رأس المال المستثمر، ويحقق ذلك عبر إعادة هيكلة لموارد المنظمة المادية وغير المادية، ونشر الوعي المعرفي الواعي المفيد القادر على إعادة هيكلة أنشطة المنظمة ويحقق رفع الإنتاجية بكفاءة وفعالية.
ان قدرتك على التفكير الواعي والتخطيط السليم واتخاذ القرارات الأكثر فعالية وكفاءة هي التي تحدد نمط حياتك، وبالتالي فحياتك مرتبطة بمستوى التطور الذي تحققه في كل منها، وانعكاس ذلك سيكون واضحاً على جميع خطواتك في الحياة وما يعترضها من تحديات وتغيرات ومؤثرات.
إن تطبيقك للتخطيط الاستراتيجي على المستوى الشخص ي سيجعلك تحققك أهدافك بوقت أقصر فالتخطيط الاستراتيجي الشخصي هو وسيلتك لتحقيق أهدافك التي وضعتها لتحقيقها خلال مدة زمنية – لا تقل عن ثلاث سنوات – كنت قد تنبأت بإمكانيتك على تحقيقها
- بتحليل قدراتك الذاتية
- وتطلعاتك المستقبلية ضمن تصور معين لتأثير متغيرات البيئة المحيطة بك سلباً أو ايجاباً.
إن اختيارك لمنهج التخطيط الاستراتيجي الشخصي الذي تتبعه لتحقيق أهدافك، مرهون بمكونات خطتك، وطبيعة عملها، ومثل ذلك كمثل اختيارك لوسيلة تنقلك من مكان أنت فيه الآن “موقعك الحالي” إلى مكان تود الوصول إليه “موقعك المرغوب الوصول إليه” ، ولذلك فإن التقنية التي تعتمد عليها تلك الوسيلة وكلفتها والوقت الذي تستغرقه تشكل هرم ثلاثية التفوق Pyramid of Trilogy of Supremacy الآمن بالوقت المناسب وفق الإمكانيات والتحديات المتوفرة، ولذلك فإنه يمكننا تشبيه التخطيط الاستراتيجي بسيارة ذات تقنية توفر الوقت والجهد لتنقلك الى المكان الذي ترغب بالوصول إليه بشرط ان تمتلك القدرة على قيادة تلك السيارة بمهارة مناسبة.
إن مقياس نجاحك في تحقيق أهدافك بواسطة التخطيط الاستراتيجي، مرتبط بقدرتك على استخدام تلك السيارة بكفاءة وفعالية، ولهذا فإنك بحاجة لتعلم طريقة قيادتها الاحترافية، كي لا تقع في فخ الاستثمار في أداة مكلفة تستفيد منها بكفاءة دراجة هوائية، فالفارق كبير.
إن تطبيق التخطيط الاستراتيجي الشخصي يعاني في حالة ضعف الوعي بمكوناته بنفس المشاكل التي تعيق المنظمات التي تنتهج التخطيط الاستراتيجي، دون أن تمتلك الوعي المعرفي الكافي لتطبيقه، وبالتالي تظن أنها تطبق التخطيط الاستراتيجي ولكنها تفتقد إلى أبسط قواعد التخطيط التشغيلي.
ماذا يعني ذلك؟ مهلاً لا تقلق..
التخطيط الاستراتيجي الشخصي هو منهج قابل للتعلم، فهو يقوم على مجموعة من المعارف الفكرية يمكنك التعامل معها بمهاراتك الشخصية لتتناسب مع حياتك وظروفك… نعم إنها ممكنة.. لكنها ليست بتلك السهولة.. إنك تحتاج أن تمارس تطبيقها حتى يصبح المفهوم والمهارة كلاً واحداً تستطيع أن تطوعه وفق ما يناسبك.
لا نجاح بدون ألم.. ربما تصح هذه المقولة في غالب الأحيان إن لم نقل جميعها، إلا أنها على مستوى التخطيط الاستراتيجي الشخصي يمكن أن نجعل الألم فيها متعة إذا ما استطعنا ان نشعر بلذة التعلم والتطبيق لنصل إلى فرحة النجاح.
كيف يقود التخطيط الاستراتيجي إلى التفوق؟
هرم ثلاثية التفوق Pyramid of Trilogy of Supremacy هو منهج عمل يستند إلى ثلاثة مقومات للنجاح في تحقيق أهداف أي خطة أو ضمان الوصول إلى أفضل النتائج لأي قرار، وقد طورت هذا الهرم خلال عملي على تطوير استراتيجية التفوق للمنظمات “ستصدر في كتاب لي قيد التحضير حالياً” وجوهر هذه الثلاثية تقوم على أن النجاح في عالم الاعمال للمنظمات يرتبط بـ:
- منهج العمل المتبع في تلك المنظمات والاستراتيجية التنافسية التي تطبقها من جهة.
- ومن ثم قدرة ذلك المنهج على توفير الجهد والوقت.
- وتوفير المال لتحقيق الأهداف المخططة بشرطي الفعالية والكفاءة، وانعكاس ذلك على الإنتاجية، فمنهج العمل القائم على الوعي المعرفي سيوفر استثمار أعلى للكفاءات الفردية وتحويلها الى كفاءات محورية قادرة على خلق ميزة تنافسية مستدامة تحقق للمنظمة التميز ومن ثم التفوق..
باختصار يمكننا القول إن التخطيط الاستراتيجي يجب أن يوفر المال والوقت لمن يُطبقه بشكل صحيح، وإلا سيكون عبئاً إضافياً بأثر سلبي يزيد من مخاطر النجاح، ويستهلك الطاقة والجهد دون أي فائدة، والعيب في هذه النتيجة لا تتولد من التخطيط الاستراتيجي كمنهج، وإنما من الضعف والخطأ في آليات تطبيقه، وفهم مكوناته بشكل مفيد وواعي.
إن فهمك الواعي لأسس التخطيط الاستراتيجي، ستوفر لك السرعة في تنفيذ المهام التي يتطلبها تحقيق أهدافك، وكذلك التخلص من المهام غير المفيدة، وبالتالي يزداد تركيز جهودك في تحقيق أهدافك التي حددتها في خطتك الاستراتيجية.
ما علاقة التخطيط الاستراتيجي الشخصية بحياتك الشخصية والمهنية؟
ان اسقاط مفهوم التخطيط الاستراتيجي على المستوى الشخصي تهدف إلى زيادة عائد الطاقة لديك وبالتالي زيادة مستوى جودة حياتك الشخصية، وتتكون مزاياك الشخصية من طاقاتك الفكرية والتطبيقية والجسدية والعاطفية والتي يفترض أنك تعمل على استثمارها بما يعود بالنفع على مستوى رفاهيتك عبر حياتك المهنية، وتحقيقك لعائد أعلى باستثمار تلك المزايا، وبالتالي يمكنني القول بأن كيفية استثمارك لنفسك سيحدد دخلك الذي يحقق لك رفاهيتك المنشودة، وهذا هو محور التخطيط الاستراتيجي الشخصي.
متى يجب أن تقوم بمراجعة أهدافك؟
إن تراجع معدلات النتائج التي تحققها لأهدافك الاستراتيجية على الصعيد الشخصي أو المهني هو خير مؤشر على ضرورة مراجعة أهدافك… وبالتالي فإن شعورك بعدم الرضا عن تلك النتائج يعكس أهمية مراجعة خطتك الاستراتيجية، ربما تكون الأهداف بحد ذاتها بحاجة لتطوير بما يتناسب مع تغيرات حدثت معك في بيئتك الخاصة أو المتغيرات التي تؤثر بك من البيئة المهنية أو العامة التي تعيشها.. من جهة أخرى فقد يكون الأسلوب المتبع ومنهج التطبيق لتحقيق تلك الأهداف لا يتناسب مع تحققها، مما يفرض عليك إعادة النظر في أدواتك ومشاريعك ومبادراتك وأنشطتك لتحقيق تلك الأهداف.
#سفراءالتميزوالابداع