تقول احدى الفتيات
بينما كنت أسير في أحد الطرقات وكان الحزن يغطي ملامح وجهي لعدم قبولي في أحد الوظائف ولم أكن في وعيي تماما حتى لم أشعر بأني قطعت الشارع وسرت في وسطه إلا بعد اقتراب تلك السيارة التي كانت جدا قريبة مني فلم أستطع الحركة والابتعاد عنها وأيضا لم تستطع السيارة التوقف لقربها الشديد مني وبلحظة غير متوقعة كانت الفتاة طريحة في إحدى غرف المستشفى تعاني من آلام شديدة وبمرور الوقت جاء الطبيب ليخبرها بأنها ستصبح طريحة أحد الكراسي المتحركة نظرا لإعاقتها عن الحركة بسبب قوة الحادث والذي أدخلها في حالة من الحزن واليأس العميق
ويوم بعد الاخر اصبحت تنسحب من حياتها الاجتماعية التي كانت سعيدة بها
وأصبحت وحيدة كما انها لم تعد تخرج من بيتها مثل السابق غير أنها استسلمت لواقعها وحياتها وأنها أصبحت عاجزة تماما عن فعل أي شيء
لكن صديقاتها وبالأخص صديقة عمرها ورفيقة دربها والتي تدعى نور لم تتخلى عنها ولم تتوقف عن زيارتها وكانت تشجعها كثيرا وتحفزها
وفي يوم سمعت صديقتها نور عن انعقاد دورة في غاية الاهمية وهي دورة الخرائط الذهنية فعلى الفور أخبرت صديقتها عن هذه الدورة
واصطحبتها إلى مركز التدريب الذي ستعقد فيه دورة الخرائط الذهنية
وعند وصول الفتيات إلى المركز ولقاءهن بمدربة دورة الخرائط الذهنية
جرى الحوار التالي بين شمس الفتاة المقعدة والمدربة
المدربة: ما اسمك?
الفتاة: شمس
المدربة: كم إن اسمك جميل وأشعر بأنك في يوم ستشرقين وتشعين كاسمك في عالم التدريب وتصبحين من أفضل مدربات المركز خاصة في مجال الخرائط الذهنية لما وجدته من حماس في عينيها مقابل هذه الدورة
سرت شمس لما سمعته من المدربة وتحمست كثيرا وأخدت تسأل المدربة عن دورة الخرائط الذهنية بكل تفاصيلها
شمس: حدثيني عن دورة الخرائط الذهنية؟
المدربة: وسيلة حديثة من وسائل التعبير عن الأفكار، وذلك عن طريق رسم مخطط باستخدام الكتابة، والرموز، والصور والألوان، لترتبط معاني الكلمات بالصور المرسومة، ثمّ ترتبط هذه المعاني مع بعضها البعض، أمّا تركيب الخريطة الذهنيّة فيشتمل على الخريطة؛ بسبب الرسم والتوضيح العام فيها، وهي ذهنيّة لتشبيه طريقة عملها بطريقة عمل ذهن الإنسان
ولمصطلح الخريطة الذهنيّة مرادفات عدّة؛ حيث تُسمّى الخريطة الدماغيّة، والخريطة المعرفيّة، وشجرة المفاهيم، وشجرة الموضوعات، كما تُعرَف باسم المخطط الذهني، ويمكن اعتبار الخرائط الذهنيّة وسيلةً ناجحةً للمعلم والمتعلم معاً، فالمعلم يستخدمها لإيصال الفكرة للطلاب، أمّا المتعلم فتساعده على المذاكرة، والحفظ، وكذلك المراجعة، كما تُعدّ أسلوباً عملياً لتلخيص المادة، والخريطة الذهنيّة نموذج رائع لزيادة عدد الحواسّ المُشترَكة في عمليّة التعلم، ممّا يؤدّي إلى زيادة فرصة الاستيعاب والفهم
شمس: ما فوائد دورة الخرائط الذهنية؟
المدربة:ما يُميّز الخريطة الذهنيّة هو
1. وجود الرسومات والألوان والرموز فيها، بالإضافة إلى أنّها عبارة عن صفحة واحدة، الأمر الذي يجعل الدماغ يتعامل معها بسهولة أكثر في عمليات المعالجة والتخزين ثمّ الاستدعاء، ممّا يعني الاحتفاظ بالمعلومة لفترة أطول، وهذا هو الهدف من الخريطة الذهنيّة.
2. كما تزيد فرصة الاستيعاب والفهم لدى المتعلم، عندما يبدأ الطالب أو المعلم بعمل الخريطة الذهنيّة فإنّ كميّةً من الأفكار تتولّد لديهما، وهذا ما يساعدهما على الإبداع الفكري.
3. كما أنّها أسلوب جيد لتطبيق طريقة العصف الذهني، وخاصّةً في ربط الرموز والصور بالكلمات التي تُعدّ مفتاحاً لهذه الخريطة.
4. تتشعّب الخريطة الذهنيّة بطريقة تشبه خلايا الدماغ لتُسهّل وصول المعلومة إلى المخ، وهي وسيلة جيدة لربط الأفكار والمعلومات الموجودة في ذهن المتعلّم مع المعلومات الجديدة، وبهذا تُنتج أفكاراً جديدةً وحلولاً إبداعيّةً لمشاكل معينة.
شمس: ما خطوات إعداد الخريطة الذهنية؟
المدربة: يمكن إعداد الخريطة الذهنيّة بطريقتين:
– الطريقة اليدويّة، وتحتاج إلى ورقة بيضاء، وقلم رصاص، وألوان،
– أمّا الطريقة الثانية فتكون باستخدام الحاسوب وبرامج معينة، مثل: برنامج (FreeMind)، وبرنامج (MindMapper)
ولإعداد الخريطة الذهنيّة يدويّاً يمكن اتباع الخطوات الآتية:
1. بدايةً، يجب رسم دائرة وسط الورقة البيضاء كمركز للخريطة، ويوضع في الدائرة الموضوع الرئيسي، إمّا على شكل رموز ملوّنة، أو بكتابة كلمات يسهل تذكرها. 2.
2. رسم جميع التفرعات بنفس الاتجاه، بحيث تنطلق من المركز وتكون على شكل خطوط منحنية.
3. تحديد كلمةٍ لكلّ فرع؛ بحيث تكون المفتاح وتُكتَب فوق الفرع، ويمكن استخدام الألوان المختلفة، كما يمكن استخدام صور رمزيّة تعبّر عن فكرة كلّ فرع.
4. يمكن استخدام التفرعات الثانويّة، ويُعبَّر عنها بكلمات بسيطة وصور رمزيّة.
5. من التفرعات الثانويّة يمكن رسم فروع جزئيّة حتّى يتم الانتهاء من الأفكار التي خرجت من الفكرة الرئيسة في المركز، ليتم في النهاية الحصول على شجرة تحتوي تفرعات مختلفة، تشرح الموضوع من مختلف جوانبه.
وبمرور الأيام والشهور أصبحت شمس رمزا في عالم التدريب حيث تبناها المركز الذي كانت في يوم من الايام مجرد متدربة في إحدى دوراته وأصبحت من أفضل مدربات المركز في مجال الخرائط الذهنية.
ومن هنا بدأت شمس تشعر بأن حياتها لم تتوقف عند حد إعاقتها وأن الحادث ما هو إلا وسيلة ليوصلها إلى عالم التدريب والنجاح والمثابرة.
عالم كانت تحلم بالوصول إليه والآن أصبح حلمها حقيقة
وأصبحت أهدافها الجديدة أن تعلم جميع الأشخاص كل ما يتعلق بدورة الخرائط الذهنية وأن تجعلهم مثلها رموز في عالم التدريب.
وما حدث معها كان بفضل تشجيع صديقتها المقربة وكلمات مدربتها التحفيزية والتشجيعية لها عندما سالتها عن اسمها
ورسالة شمس لكم
لا تجعلوا أحداث حياتكم الحزينة والسيئة حاجزا عن تقدمكم .. لا تيأسوا عندما تفشلوا مرة واثنان وثلاثة
لا تستسلموا لأقدار الحياة وما يحدث معنا ما هو إلا وسيلة لينقل حياتنا الى حياة اخرى
ثابروا واصروا على النجاح بكل ما اوتيتم من قوة لأنه في يوم ستصلون إلى ما ترغبون به وما تتمنونه.
بقلم الاستاذة دينا شيخ العيد