تنمية الإبداع والإنجاز بطرق علمية ومعرفية سيحقق عائدات للوطن تفوق عائدات الثروات الباطنية لأن الاستثمار في الرأس مال البشري قوة كامنة بالرجوع للتجربة التايوانية حققت تايون قفزة اقتصادية ونمو رغم عدم توافر مصادر طاقة أو ثروات طبيعية ولكن التنقيب في عقول البشر مناجم لا تقدر بثمن باستثمار العقل وتنمية مهارات التفكير تنتج طاقة عظيمة ويتحقق مبدأ عظيم خلق الإنسان من أجله هو عمارة الكون بعد عبادة الله ، لذا يقول ” ستير نبرج” إن المعرفة مهمة بالطبع ولكنها غالبا ما تصبح قديمة أما مهارة التفكير فتبقى جديدة أبداً وهي تمكننا من اكتشاف المعرفة واستدلالتها بغض النظر عن الزمان والمكان أو أنواع المعرفة.
إنَّ تنمية القدرات الكامنة عن طريق تعليم التفكير و الاهتمام بالإبداع والمبدعين قوة فكرية وعلمية و إنجازية ترسم للأجيال القادمة حياة كريمة مستقرة وتوجه قدرات الشباب نحو البناء والعطاء والريادة , وتكبح موجات التفكير السلبي والإحباط واليأس والانهزام .
البناء العلمي والمعرفي والإبداعي والإنجازي هو بوابة العبور للمجد والتفوق , بالعلم والمعرفة تضاء العقول وتشرق الإنجازات وتصقل الإبداعات ويحقق الوطن نهضة تفوق كل التوقعات، بالحب والتسامح , والمحافظة على مقدرات الوطن والاهتمام بالعلم والمعرفة والإبداع والإنجاز تنطلق محركات النهضة والتقدم .
إذا تم استثمار قدرات الشباب بطرق صحيحة وأكثر إبداعا وتحفيزا سيكتب التاريخ حقبة نهضوية متميزة ؛لأن العائدات التي سيجنيها الوطن تفوق كل الثروات الطبيعية من نفط ومعادن …
الإبداع والإنجاز والفكر قوة العصر ومنبر الحضارة .
العصر الحالي بحاجة إلى إدراج مناهج التفكير ضمن مراحل التعليم وعدم الاقتصار على تعلم الحقائق لأن التعليم الحقيقي كما قال العالم أينشتاين “هو تدريب العقل على التفكير” فالتفكير بحاجة إلى منهاج مستقل بحسب رأي (ديبونو) خبير العقل والتفكير لكي تؤدي المدرسة دورها كحاضنة إبداعية.”وهناك اتفاق شبه تام بين الباحثين الذين تعرضوا في كتاباتهم لموضوع التفكير على أن تعليم مهارة التفكير وتهيئة الفرص المثيرة له أمران في غاية الأهمية، وأن تعليم مهارة التفكير ينبغي أن يكون هدفا رئيسيا لموسسة التربية والتعليم”.
من أقول جون جودلاد:
“إننا لا نرى من وصفنا للنشاط في حجرة الدراسة فرصة كبيرة للتلاميذ ليندمجوا في العمل المدرسي بحيث يستخدمون المدى الكامل من قدراتهم العقلية ويتساءل المرء عن المعنى الكامل والهدف مما يكتسبه التلاميذ الذين يجلسون ويستمعون أو يؤدون تمرينات متكررة نسبيا ورتيبة سنة بعد سنة ، وجزء من المخ يعرف باسم Magovn’s Brain يستثار بالجدة ، ويبدو لي أن التلاميذ ينفقون ١٢ عاماً من المدرسة يدرسون دون أن يخبروا الجدة، أي أن جزءاً من مخهم في سبات ونوم عميق”.
ورد في كتاب تربويات المخ البشري د. محمد عبدالهادي ” اتجاه التدريس المعاصر يميل إلى تدريس التلاميذ المعرفة عند المستوى السطحي دون أن تؤثر فقط في فهمهم العميق للعالم، ونتيجة لذلك يتخرج الطلاب من المراحل التعليمية وحتى بمرحلة الدراسات العليا ولديهم كم كبير من الأفكار والمعتقدات الخاطئة والساذجة في آن واحد، ويحتفظون بحقول ألغام من المفاهيم الخاطئة ومن الإجراءات التي يطبقونها على نحو جامد، والمطلوب من التربية هو إيجاد مدخل تربوي يتحدى المعتقدات الساذجة ويثير أسئلة ويدعو إلى منظورات متعددة وفي النهاية يوسع عقل الطالب إلى النقطة التي يستطيع فيها أن يعبر إلى الناحية الأخرى لستكشف ويستطلع