الإتزان العقلي والإنفعالي
بقلم رويدة الرجيلات
عضو مؤسسة سفراء التميزوالابداع
كل شيء في الحياة , وكل ما تراه , كانت مثلا , يكون جميلا فقط اذا كان متزنا , فاذا فقدت اتزانك العقلي فمعني هذا انك جننت واذا فقدت اتزانك العاطفي فستتألم انت ومن حولك – فكلا من جسمك , افكارك , عواطفك وافعالك – كل شيء يكون جميلا ومريحا اذا كان متزنا .
لذا كيف لتحقيق الاتزان في حياة المرء ؟ ما هو اساس هذا الاتزان ؟ فالاتزان اقصي ما يكون وانت في خضم معركة ما تحافظ فيها علي اتزانك . واذا كان اتزانك الداخلي مطلقا , يمكنك تسخير الخارج – جسمك وعقلك – الي اعلي مستوي ممكن وهذا هو كل ما يجب علي المرء فعله , فعندما يتعلق الامر بمواجهة مواقف خارجية فلابد للمرء ان يحافظ علي اتزان مثالي .
شكليا , مقدار التفاعل وكيفية حدوثه ليس بالشيء الذي تقرره انت . فتفاعلك يجب ان يتوافق دائما مع الموقف الذي تتواجد فيه . وليس بالضرورة ان تكون انت ذاتك محورا لهذا الموقف , معظم الناس هنا تتعامل مع الموقف كما لو كان يدور حولهم , وهذا ببساطة لأنك لا تدرك كينونتك وتحاول اقحامها في هذا مثل تلك المواقف .
وحتما سمعتهم يقولون , ” انا افكر اذا انا موجود ” . تمعن في الامر جيدا , فهل انت موجود اولا , ام تفكيرك ؟ لأنك موجود انت تفكر, أليس كذلك ؟
وبمجرد دخولك في هذا الوضع – لأنك تفكر تعتقد انك موجود , ولأنك تتصرف انت موجود – قد تبدو تلك العبارات اقرب الي تحقيق اتزانا مثاليا في حياة المرء , وهذا غير ممكن , فظاهريا تبدو لك الاشياء جميلة ومنسقة , وباطنيا تجد فوضي عارمة لأنك تتنقل بين وضعيات مختلفة كل الوقت , وانت بذلك تحاول التعامل مع الحياة بشكل عكسي .
وعندما نقول اتزان ما الفكرة التي كونتها عن الموضوع ؟ فعقلك يتلقى منك تعليمات , فتقوم انت بترجمة تلك التعليمات بطرق مختلفة حسب الموقف الذي انت فيه , وحسب السياق الطبيعي للفطرة التي خلقك الله عليها , وقد تكون هذه الفطرة التي خلقنا الله سبحانه وتعالي عليها ليست متزنة بالمطلق , وقد يتحكم محيطك باتزانك. فعلي المرء ان يعي خط الزمن الذي يعيش فيه , فهو مخلوق له نقطة بداية ونهاية , وله حاضر وماضي ومستقبل , وحتما يحمل الماضي بين طياته كثيرا من تجارب الحياة , والحاضر هو انت بكل احتياجاتك المادية والطبيعية , جرب ان تتعالي علي تلك الماديات واستحضر تجارب الماضي , استخلص منها العبر , واخلق لنفسك عالما حيا يقودك الي مستقبل اكثر اتزانا واكثر اشراقا .
#سفراءالتميزوالابداع