لعل الحديث عن المدير و القائد موضوع ذو شجون و عادة ما نتحدث عن القيادة خاصة او بمعنى ادق الشخصية القيادية لكننا نتناولها من جوانبها السطحية و الفضفاضة .فكثيرا من نسمع عن القائد وقليلا ما نصادف قائدا فعليا .لذلك نتطرق الر المواصفات الحقيقة للقائد لان تقدم الامم لا ياتي للى بوجود قادة عظماء و ناجحون .قادة تسعفهم طموحاتهم و يحركهم الحافز الداخلي نحو التغيير بغية تحقيق الهداف العظيمة في المجتمع
هو حديث عن شخصية فذة و ناذرة تتميز بالحماس و الارادة و القوة و الرغبة ,هي شخصية مطلوبة ليس فقط في المؤسسات و الادارات العمومية و الخاصة بل في كل مجالات و مناحي الحياة .فمن اللازم ان تكون قائدا لمشروعك الذاتي قائدا لنفسك قبل ان تكون قائدا لغيرك. وهذا كله يستوجب اولا ان تكون ملما بشروط القيادة واعيا بها ,وهذا المفهوم طبعا استوقف الباحثين كثيرا في مجالات متعددة و خصوصا في ميدان التنمية الذاتية ,وتشير القيادة في المعنى العام الى الفعل الذي يتم به تحريك مجموعة من الناس نحو اتجاه و مخطط معينين لحثهم على العمل لتحقيق مصالحهم على المدى البعيد ,و هذا يعني ان اول ما ينبغي ان يتصف به القائد هو القدرة على ممارسة التاثير على الناس فلا معنى لقيادة خالية من القدرة على احداث الاثر في النفوس و السلوك .لامعنى للقيادة التي لايكون اثرها واقعيا و ملموسا .لابد ان تكون قدرة اتخاذ القرار الصائب من اهم سماته و الزام من حوله باتباع خطته بطريقة واضحة و هادفة دون ضغط او تسلط وهذ لن يتم الا اذا كان القائد يمتلك شخصية متوازنة تعيش سلاما داخليا وتوازنا نفسيا قادرا على اصدار ردود افعال معقولة و التصرف بطريقة تنعكس على مستوى شخصيته لعامة .و من مظاهر هذه الشخصية القيادية قدرتها على ضبط النفس و التحكم في الانفعالات والقدرة على الصمود النفسي و تحمل الضغوطات المحيطة به يعني هذا انه يستطيع التصرف وفق ما يمليه مخططه العام دون الانصياع للمؤثرات التي قد تحبط مشروعه فيمضي في تطبيق مشروعه ،محترما امكانياته و مستغلا نقط قوته و فريق العمل منتبها للهفوات الممكنة و نقط الضعف الموجودة منفتحا على كل الفرص المتاحة مستعدا لانزال الخطط البديلة ترقبا لاي طارئ. لابد لشخصية القائد ان تتمتع بالحيوية الذاتية و الفصاحة اللغوية و الثباث على مستوى المبدا. تتكلم في الوقت المناسب و تشكت في وقته والقائد يستطيع دائما ان يتدخل لفك النزاعات بطريقة سلسة و مرنة دون تعقيد الامور او اشعال الفتن .و من الاسرار الكبرى لنجاح الشخصية القيادية قدرة القائد على خلق تواصل ايجابي راقي و فعال.لا يمكن لك ان تقود سفينة بدون اسلوب قيادة .فن التواصل هذا هو اول ما نحتاج اليه اليوم و الطامة الكبرى التى تنخر مجتمعنا و اكبر عجز نعانيه يتجلى في عدم تمكننا من تطبيق فنون التواصل رغم قدرتنا على قراءتها و الاطلاع عليها لكننا بعيدين عن الوعي بها و هذا ما يبعدنا كليا عن القيادة و خصوصا القيادة الناجحة .ايها القائد اختبر نفسك بهذه الاسئلة فتبين حقيقة قيادتك: هل تستمع و تنصت لفريق عملك؟ هل تتكلم برزانة و حكمة و تفكير قبلي ،ام تتحدث بعشوائية دون تفكير مسبق؟ كيف تتواصل مع فريق العمل؟ كلما ادركت خللا في تنفيذ خطة العمل ،هل تتدخل للاصلاح و التوجيه ؟ام تلعب دور القاضي و الحاكم الذي يتابط سيفا؟ كيف تواجه سلبيات و اخطاء فريق العمل ؟هل بالتدخل قصد الاصلاح و التوجيه ام انك توجه سهام النقد كلما سمحت الفرصة لذلك؟هل سبق و نوهت بانجازات فريق العمل ؟ان الاجابة على هذه التساؤلات تجعلك عزيزي تدرك مرتبتك القيادية .او بالاحرى توفرك على صفات القيادة من عدمها .فالقيادة فن و ليست مجرد مسميات نطلقها على انفسنا متى رغبنا .لابد عزيزي القائد ان تكون مستمعا جيدا قادرا على لم الشمل و اصلاح ذات البين و تتواصل مع الجميع و تنصت اليهم اولا و تحاول ان تكون الموجه و المساعد و ليس القاضي الجائر الذي يتحين الفرصة لاطلاق سمومه .ان القائد الناجح ملزم ان يقود الى النجاح و الاعمال العظيمة لتحقيق نتائج باهرة على ارض الواقع لذلك عليه ان يفكر ثم يفكر مليا في الطريقة التي تحقق المبتغى ويعمل على تغيير الخطة و الطريقة كلما كان ذلك لزاما و ذلك يستوجب ان تكون لديه القدرة على تنفيذ القرار متى اتخذ و الزام فريقه على المضي قدما معه .فعندما يصل الى الهدف يعترف بمجهودات الجميع يثني عليهم و لا يربط النجاح به فقط و حينما يفشل يظهر في المقدمة و لا يتوارى بل ان من اهم صفات القائدالناجح انه يظهر وراء الفريق مدافعا عليه متحملا و متعاونا لاقاسيا معددا للذنوب و باطشا .فالقادة الناجحون لابد انهم استطاعو ان ينالو ثقة من حولهم و لهم القدرة الكاملة في التجديد و التفكير الشامل و الجذري الذي يؤسس للافكار الجديدة .لان التسيير بنفس الفكر النمطي لا يرقى ابدا الى مستوى القيادة كما انهم حاسمون جدا و بدون تردد في تفعيل الافكار و تطبيقها بالسبل المتاحة و بالشكل الذي يجعل كل العاملين معه يفجرون طاقاتهم و امكانياتهم بالشكل الذي يسمح لهم ببلوغ اهدافهم فمن توفرت فيه هذه المواصفات او معظمها نبارك له صفة القائد .